التطلّع إلى تنمية محلية توفر المرافق الخدماتية والجوارية
يتطلّع سكان قرية غدير الكبش ببوراوي بلهادف بولاية جيجل إلى فتح مركز البريد الذي لم يرَ النور منذ إتمام المشروع قبل العشرية السوداء، ليتأخّر فتح هذا المرفق الهام في حياة السكان، الأمر الذي جعلهم يناشدون الوصاية للتدخل لإعادة ترميمه وفتحه في أقرب الآجال، للتخفيف على المواطنين في قضاء مصالحهم، وتقريب الإدارة منهم. كما يطالب المواطنون الذين التقت بهم «الشعب» ربط العديد من منازل سكان القرية بشبكة المياه الصالحة للشرب، حيث إن العديد من سكان هذه المنطقة لا يصلها الماء رغم أن المشروع القطاعي في مراحله الأخيرة، بنسبة انجاز تزيد عن 90 بالمائة، وهذا للنقائص من حيث الصمامات وعدم ربط بعض منازل المواطنين بشبكة توزيع المياه، حيث كانت المنطقة تموّل بالينابيع لكنها جفّت وأصبحت لا تكفي كل سكان القرية والتمويل من أبار «يرجانة» من طرف الجزائرية للمياه غير كاف، حيث يتم تزويد القرية ب 300م مكعب في الأسبوع فقط. أما فيما يخصّ تزود القرية بالغاز الطبيعي، فأوضح السكان أنه هنالك فوضى في الإنجاز من طرف المقاولة المكلفة بالمشروع القطاعي وغياب المتابعة من طرف صاحبة المشروع، حيث إنه لم ينجز المشروع حسب الدراسة الموجودة فهناك مقاطع عديدة في الدراسة لم تنجز، ناهيك عن نسبة التغطية للمنطقة غير كافية. وناشد سكان هذه المنطقة، السلطات المحلية توسيع قنوات الصرف الصحي لتشمل كل المنطقة وإصلاح الموجودة لأن أغلب قنوات الصرف الصحي الموجودة غير صالحة رُمم منها ما رُمم، والباقية تتسرب منها القاذورات لأنها قديمة ومنجزة بالأنابيب القديمة غير الصالحة، إضافة إلى صناديق القمامة غير موجودة حيث أصبحت المنطقة عبارة عن مزابل مفتوحة على الطبيعة في ديكور مقزز. وتأسف سكان القرية من حرمان هذه الأخيرة من برامج التنمية المحلية خلال السنوات الأخيرة، فالقرية في عزلة كبيرة، وسكنات المواطنين تفتقر إلى المسالك، الأمر الذي حرمها من الربط بالغاز الطبيعي، والماء الصالح للشرب، كما ذكر السكان أن هذه المنطقة تفتقر إلى المرافق الترفيهية والرياضية، رغم أن في الكثير من المناسبات، رفعوا مطالبهم للجهات الرسمية، لتوفير مساحات للعب لشباب المنطقة للترفيه عن النفس، إلا أن ذلك لم يتحقق إلى حدّ الآن. أما من جهة النقل المدرسي فالقرية تعاني من هذا الجانب الذي أثقل كاهل أولياء التلاميذ، حيث إن البلدية توفر النقل للبنات فقط، مما أثر على العائلات وتسبب الأمر في تخلي الذكور عن متابعة الدراسة، خصوصا لدى العائلات الفقيرة على الخصوص، ويتساءل المواطن في حيرة، لوضعية المدرسة القرآنية، عن الأسباب التي أخرت فتحها رغم اكتمال ترميمها، كما يبقى الفرع البلدي هيكلا دون روح، ليعمّق معاناة المواطن، ويجعل أمر تقريب الإدارة من المواطنين مجرّد شعار دون تجسيد بقرية غدير الكبش. أما جانب القطاع الصحي بالقرية، فرغم وجود قاعة للعلاج «الشهيد صيفي السبتي»، مخصصة للحقن والإسعافات الأولية فقط، يعمل به ممرض واحد، وطبيب ليوم واحد في الأسبوع، إلا أنها تلقى عزوف المواطنين، والذهاب إلى العيادة متعدّدة الخدمات بمركز البلدية، حسبما صرح أحد المواطنين، فقاعة العلاج دشنت من قبل الوالي السابق، حيث ظلت مغلقة لأكثر من 15 سنة بسبب العشرية السوداء، ليعاد فتحها من جديد لفائدة مواطني المنطقة. رغم العزلة والتنمية الغائبة عن المنطقة، فإن هذه الأخيرة تتمتّع بمقومات السياحة الجبلية، إن توفرت الإرادة في الاستثمار في هذا المجال، وإخراج هذه المنطقة من العزلة المفروضة عليها، فمنطقة غدير الكبش تتوفر على بحيرة «الزان» التي تعدّ من بين البحيرات المعلقة القليلة على المستوى الوطني التي يفوق ارتفاعها 800 متر فوق سطح البحر.