بعدما أصبحت مهملة لعدة سنوات
بدأت تتجدد الحياة تدريجيا بغابة قروش ، المطلة على أعالي جيجل وذلك بفضل الوضع الأمني الممتاز الذي أعطى الأمل للسكان بإمكانية العودة والتفرغ لانشغالاتهم. ويبدو أن الحياة بدأت تدب من جديد بهذه الغابة من خلال بداية عودة المواطنين بعد أن ظل مشهد الخراب سائدا لعدة سنوات مثلما تدل عليه تلك الآثار البادية على المباني المتهالكة والمهجورة المجاورة لمحاور الطرق بين بلدية سلمة وهذا الفضاء الكبير المشجر الذي يتيح للناظر فرصة التمتع بمناظر خلابة في ظل توفر الأمن الذي يضمنه عناصر الجيش الوطني الشعبي نحن هنا لخدمة الأرض وتربية المواشي وتنمية تربية النحل ولجميع النشاطات ذات الصلة بالوسط الغابي ، وفقا لما أكده بعض السكان المحليين خلال زيارة لسلطات الولاية التي قدمت للإطلاع على ظروف معيشة مواطني هذه المنطقة الغابية وسبل إعادة بعث برامج التنمية التي من شأنها تشجيع عودة واستقرار سكانها. ويطمح هؤلاء العائدون الأوائل الذين يشيدون بتواجد عناصر الجيش أن تكون عودتهم سببا محفزا لعودة سكان آخرين لشغل المكان الذي ترك مهملا لعدة سنوات. برنامج للسكن الريفي لتنشيط المنطقة الغابية كل شيء بهذه المنطقة مثل الأرض والغابة ذو منفعة وذلك بالنظر لثرواتها الطبيعية والبيولوجية والاقتصادية علاوة على وظائفها الاجتماعية والثقافية. ويظل الأمن والسكينة شرطان لا غنى عنهما وأساسيان لأي عمل تنموي، حسب ما أجمع عليه عديد السكان. وفي هذا الصدد كشف محافظ الغابات، سماعين كدية، عن أهم العمليات التي سيتم القيام بها على المدى القصير والمتوسط والطويل لتشجيع عودة المواطنين إلى الوسط الغابي. وتحدث عن منح أشجار مثمرة (زيتون ريفي) التي تتأقلم بشكل جيد في هذا النظام البيئي وإطلاق عملية تهيئة دروب وطرق وتنظيف وإزالة الأحجار من هذه المسالك الغابية وإصلاح المنشآت الفنية التي يتعين أن يضاف لها برنامج عمل اجتماعي للمواقع المهددة بالأوحال والانزلاق بسبب مياه الأمطار. كما أوضح كدية أنه سيتم منح الخشب الميت بطريقة رمزية للسكان المحليين ليصنعوا منه الفحم أو أشغال الصناعة التقليدية مذكرا بأن الهدف يرتكز في مرحلة أولى على خمسين أسرة. وأشار إلى أن برنامج السكن الريفي سيسمح بخلق ديناميكية جديدة بهذا الفضاء المشجر والمعروف بأنواعه من أشجار بلوط الفلين والبلوط زان. كما تعمل مديرية المصالح الفلاحية على منح مرافقتها التقنية لمختلف الشعب ذات الصلة بهذه المنطقة الغابية، استنادا لما أفاد به من جهته، عبد المجيد شنافي، المدير المحلي للمصالح الفلاحية، لافتا إلى أن هذا التدخل سيشمل شتلات أشجار الزيتون و تربية النحل والسقي وحفر الأنقاب والآبار وتهيئة الإسطبلات. ووجه في هذا الصدد نداء للسكان بعين المكان المهتمين ببرنامج دعم الدولة من أجل التقدم إلى التعاونية الفلاحية بالعوانة من أجل استكمال ملفاتهم. و أضاف أن المرشحين لهذا البرنامج يعدون مؤهلين للاستفادة من قرض التحدي للاستثمارات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد من أجل مشاريع البناء أو شراء المواشي واقتناء تجهيزات أو عتاد فلاحي. كما صرح شنافي أن الشق المتعلق بتكوين الفلاحين وأبناء الفلاحين لمجموع الشعب يعد متكفلا به من طرف مديرية المصالح الفلاحية. وعبر إقليم ولاية جيجل التي عانت كثيرا من ويلات العشرية الأخيرة، تم إطلاق عدة عمليات تنموية من شأنها تعزيز عودة السكان لمناطقهم الأصلية وتستهدف هذه العمليات متعددة الأوجه تشجيع السكان على الالتحاق بالمناطق التي هجروها خلال المأساة الوطنية بفضل استتباب الأمن والسكنية. فبسلمة، تلك البلدية الغابية والجبلية المتواجدة على علو 941 متر عن سطح البحر مثل إراقن بني سويسي التابعة لدائرة زيامة منصورية، أضحت علامات عودة الحياة جلية للعيان وذلك بفضل العمليات المدرجة برسم البرامج البلدية للتنمية والقطاعية التي أعطت ثمارها الميدانية بشكل بطيء لكن ثابت في ظل الأمن والسكينة المتواجدين بعد غياب طويل، حسب ما أجمع عليه سكان هذه المناطق.