1h:الخميس، 10 أكتوبر 2013
h1 hicham
إشكالية التربية و التعليم ...أدلجة للإصلاح
إن أزمة التعليم قائمة في كل بلدان العالم , إذ نكاد نجزم أنه ليس ثمة من بلد في العالم لا يتحدث عن حاجته إلى اصلاح التعليم بما في ذلك الدول المتقدمة صناعياً وعلمياً وتقنياً. وهذه ليست ظاهرة جديدة وإنما هي ظاهرة قائمة ومستمرة طوال القرن الماضي. ومن يتابع النقد الذي وجه ويوجه في بريطانيا أو الولايات المتحدة لتدني مستوى التعليم الثانوي، على الخصوص، وما ينتشر بين الطلبة والطالبات من حالات تصل إلى حد عدم القدرة على كتابة رسالة، آو عدم الخطأ في الاملاء بالنسبة إلى كلمات شائعة الاستعمال، يدرك ان اشكاليات اصلاح التعليم واصلاح المدارس والتشديد على عنصري الاجتهاد والمواظبة في الدراسة، ناهيك عن الجوانب الأخلاقية والقيمية اصبحت الحديث اليومي كلما فتح موضوع التعليم والمدارس والظواهر السلبية المنتشرة.
ويمكن القول إنه لولا تدفق العقول المهاجرة من الخارج إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولولا الطلبة الأمريكيون من أبناء العائلات المهاجرة حديثاً لوقعت كارثة على مستوى الكثير من المجالات العلمية والمهنية والبحثية . وبديهي ان الأمر لو لم يكن كذلك لما شُجعت هجرة العقول الفذة، أو المتفوقة وحتى على مستوى الطب. وعليه قس بلدانا متقدمة كثيرة.ولهذا فان تسليط الأضواء، بصورة مبالغ فيها، على نواقص التعليم او ضرورة اصلاح التعليم في البلدان العربية، يطرح عدة إشكالات
لماذا يقدم موضوع «اصلاح التعليم» كأنه عندنا حالة شاذة خاصة كما لو كان الوضع انتشار وباء يحتاج إلى تضافر العالم كله لمكافحته؟ الجواب ببساطة انه جسر من اجل التدخل في الشؤون الداخلية العربية والإسلامية بما يتضمن ابتزاز الحكومات لتقديم تنازلات في المجال الفلسطيني او الرضوخ لمطالب اسرائيلية جديدة.
صحيح ان التعليم في بلادنا بحاجة إلى اصلاح، وصحيح ان هنالك مجالات علمية جديدة يجب متابعتها وملاحقتها وفتح فروع جديدة لها. علماً ان مجال التعليم بالذات إذا ما قورن بالمجالات الأخرى عندنا هو الأفضل أو من الأفضل. الأمر الذي يعني إننا لو وضعنا أولويات صحيحة في معالجة النواقص بين المجالات المختلفة لما تطلب الأمر كل هذه الضجة والدليل ان كل العقول المهاجرة تأسست وتكونت في إطار التعليم في البلاد العربية. وعندما بدأت رحلتها في الولايات المتحدة، او بلدان أوروبية عدة انطلقت من محصلة سابقة قوية، وليس من نقطة الصفر.
ولهذا عندما ننجرف سواء أكان عن انقياد أم ذكاء، أم مكر، إلى إعطاء الأولوية لإصلاح التعليم فلن يرضى «الضاغطون» علينا . بل كلما تقدمنا فعلاً في هذه المجالات ساءهم ذلك . لأن الذي يريدونه حقاً ليس اصلاح التعليم وإنما تلبية قائمة الطلبات السياسية المتعلقة بصورة أساسية بالشرق أوسطية .و من جهة أخرى فليس في ذهن أمريكا، أو حتى بعض البلدان الأوروبية، في موضوع اصلاح التعليم ألا نقطة واحدة هي التي تحمل عناوين «الاعتراف بالآخر» وعدم «نشر الكراهية» وما شابه. وهذه كلها لها علاقة بالإيديولوجية وليس بإصلاح التعليم في مختلف مجالاته. أي لها علاقة بالطلبات السياسية المشار إليها. وهذا ما يجب ان يواجه وليس تغطيته بالحديث عن أهمية المعرفة واصلاح التعليم واللحاق بركب الآخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر . صحيح لنا مشاكلنا التعليمية ولكن لها حلولها وفق واقعنا لا واقع الآخر .