%95 من السائقين يتلقون التنبيهات بوجود حواجز عبر طرقات الوطن
دق المشاركون في اليوم الدراسي حول التنبيه بوجود حواجز أمنية من قبل السائقين بالمركز الثقافي الإسلامي، ناقوس الخطر جراء النتائج الوخيمة لهذه الإشارات الضوئية في تشجيع الجريمة وتمكين المجرمين من الهروب أو حتى مختطفي الأطفال ومروجي المخدرات، كون تلك الإشارات تجعلهم يتخذون الإجراءات اللازمة لتفادي الوقوع في قبضة أجهزة الأمن. وقالت الأستاذة فضيلة سيساوي، من جامعة جيجل، إن هذه التنبيهات تنم عن ازدواجية في سلوك السائقين، أو ما كان يسمى قديما بالنفاق الاجتماعي، نتيجة تضارب نفسي داخلي، فالفرد الجزائري يتميز بعنصر الحضور والتمرد في آن واحد، وأشارت بأن الحاجز الأمني يفقد فعاليته في وقت قصير جدا بسبب ظاهرة التنبيهات والإشارات بالأضواء.. وهو ما أكده ممثلو الدرك الوطني والحماية المدنية ومديرية النقل، مشيرين إلى ضرورة التحسيس والتوعية حتى نصل إلى ثقافة مرورية عالية لتفادي الجرائم، وكذا حوادث المرور التي أدت في جيجل فقط إلى مقتل 21 شخصا وجرح 1356 في 898 حادث مرور خلال السنة الجارية. أما المنظمة الوطنية لحماية الطفولة والشباب مكتب جيجل، فقد قدمت نتائج استبيان قامت به على 560 شخصا من مختلف الفئات العمرية تؤكد أن نسبة حوالي 95 بالمائة يتلقون التنبيهات في الطرقات بوجود حواجز أمنية، وأن حوالي 80 بالمائة يدركون أن هذا التصرف له انعكاسات خطيرة على أمن وسلامة المواطن. وتكشف ذات الدراسة أيضا أن هناك نسبة 61.43 بالمائة من السائقين يلجأون إلى التنبيه لمساعدة الآخرين في تفادي المخالفات، وأن نسبة 11.64 بالمائة لنقص الوعي وأن نسبة 5.36 بالمائة يقومون بهدا الفعل لغياب العدالة في تطبيق القانون و 3.93 للتعسف في تطبيق القانون. بعض المتدخلين من الجمهور تطرقوا إلى بعض التجاوزات وكذا متاعب المواطنين، لاسيما في السفر المهني أو العائلي، وسحب رخصة السياقة بولاية كتمنراست، وإجراءات إيصال الرخصة إلى جيجل مثلا تزيد من معاناة المواطن، وهو ما يجعل أي سائق يقوم بعملية تضامنية مع السائق الآخر بالتنبيهات.. لأن المنبه اليوم سيلقى تنبيه غدا!. وقد تطرق المشاركون إلى ضرورة إيجاد ردع قانوني للتنبيهات من جهة، ومن جهة أخرى لابد ترقية الحس المدني عن المواطنين بخطورة هذه التظاهرة المرتبطة أيضا بأخلاق وعقلية الجزائري المتميزة والمتغيرة من حين لآخر.