سكان بوداود الجبلية يطالبون بمرافق الحياة

مازالت الأوضاع المعيشية بمشتة بوداود الجبلية، الكائنة ببلدية تسالة لمطاعي، في أدنى مستوياتها وبعيدة كل البعد عن تطلعات السكان القاطنين هناك، إذ تفتقر المشتة لأدنى شروط العيش الكريم، وكأن الحياة - على حد وصف بعض السكان - توقفت عند عتبة الاستقلال ولم تتقدم خطوة إلى الأمام. هذه القرية الريفية تقع على 22 كلم عن مقر بلدية تسالة لمطاعي على الحدود مع اولاد عسكر من ولاية جيجل، كانت معقلا للجهاد واحتضنت مستشفى عسكريا، وهي دلالات عميقة على تاريخ المنطقة الحافل بالبطولات. وقد عانت الويلات إبان العشرية السوداء على يد الإرهاب الذي ضرب بقوة وزرع الرعب وسط السكان، مما أدى إلى نزوح واسع للأهالي. وبعد استتباب الأمن كانت تطلعات المواطنين كبيرة من أجل تحسين أوضاعهم وتمكينهم من مشاريع هامة تنتشلهم من الغبن والحرمان، لكن الأوضاع لم تتغير وبقيت على ما هي عليه، فالطريق المؤدي إلى المشتة على مسافة 10 كلم غير صالح تماما، ما جعل أصحاب مركبات النقل يتوقفون عن نشاطهم إلا القيل منهم ممن وجدوا حلا في الرفع من تسعيرة النقل مقابل الأعطاب المتكررة وقطع الغيار الغالية الثمن، حيث أن تسعيرة نقل المواطنين تصل إلى 200 دينار، وهي تسعيرة جد مرتفعة. أما النقل المدرسي فهو متوفر مرة واحدة في الأسبوع بحافلة واحدة. ويشتكي السكان من وضع المدرسة الابتدائية الوحيدة وهي مهددة بخطر الانهيار في أي لحظة، فالأسقف مهترئة والجدران متصدعة والتلاميذ عرضة لخطر الانهيار. كما يشتكون كذلك من انعدام المرافق الصحية ما عدا قاعة علاج واحدة ل 100 عائلة لا يحضر إليها الطبيب سوى مرة واحدة في الأسبوع، إضافة إلى نقائص أخرى لا تقل أهمية على غرار انعدام شبكة مياه الشروب وعدم صلاحية الإنارة العمومية بعدد من أنحاء المشتة.