الأزواج الجدد يُلهبون أسعار البيوت المستأجرة بجيجل
سقطت وعود ديوان الترقية والتسيير العقاري بجيجل في الماء وذلك بعد فشل هذا الأخير في توزيع المئات من السكنات الاجتماعية الجاهزة على مستوى عدد كبير من بلديات الولاية رغم الوعود والتعليمات الفوقية التي صدرت قبل عدة أسابيع والتي أوصت بضرورة السماح لمن كان لهم الحظ في الظفر بهذه السكنات باستقبال فصل الشتاء بمنازلهم الجديدة .ورغم وجود المئات من السكنات الاجتماعية الجاهزة على مستوى عدد من بلديات الولاية والإعلان عن القوائم النهائية والوصول إلى حد إجراء عملية القرعة التي تسبق عملية تسليم المفاتيح في إطار ما يسمى بالتخصيص المسبق ناهيك عن صدور تعليمات من السلطات الولائية بالتسليم النهائي في أقرب فرصة أو بالأحرى قبل الدخول الاجتماعي الجديد إلا أن الجهات الوصية وفي مقدمتها ديوان الترقية والتسيير العقاري لم توفي بوعودها من خلال التعليق غير المعلن لعملية توزيع السكنات ببعض مناطق الولاية وتأخير عملية تسليم مفاتيح هذه السكنات مما حتم على المئات من الأسر الجيجلية عبر عدد كبير من بلديات الولاية إلى استقبال فصل الخريف وسط الأكواخ والبيوت المستأجرة بكل ما شكله ذلك من عبئ إضافي على كاهل هذه العائلات التي كانت تمني النفس بتوديع عالم الغبن إلى غير رجعة من خلال الانتقال النهائي إلى سكناتها الجديدة واستقبال فصل الشتاء المقبل في منازل تحفظ كرامتها بعدما بدلت الغالي والنفيس من أجل التواجد في قوائم الفائزين بهذه السكنات . وقد خلف قرار تعليق منح مفاتيح العشرات من السكنات الاجتماعية الجاهزة بعدد من بلديات ولاية جيجل تذمرا كبيرا وسط العائلات التي انتظرت طويلا موعد استلامها لمفاتيح هذه الشقق بل وظلت تحسب الساعات والدقائق ترقبا لعملية التسليم قبل أن تتبخر آمالها خاصة بعدما باتت كل المؤشرات توحي بأن أمل التحاق هذه العائلات بمساكنها الجديدة قد يتأجل لأسابيع أخرى وربما أشهر إضافية في ظل تلكؤ العديد من المقاولات في إنهاء أشغال التهيئة بعدد من الأحياء الجديدة التي تقع بها هذه السكنات وربط هذه الأخيرة بمختلف الشبكات على غرار شبكة الغاز والكهرباء وهو ما يفسر بقاء العشرات من السكنات في حالة غلق لمدة قاربت السنتين. من جهة أخرى تعرف أسعار البيوت المستأجرة لهيبا غير مسبوق بمختلف مناطق ولاية جيجل وتحديدا بالبلديات الكبرى نتيجة الاختلال الكبير بين العرض والطلب ، ووصل سعر كراء شقة من غرفتين بعاصمة الولاية إلى أكثر من مليونين ونصف فيما تجاوز سعر كراء نظيرتها من ثلاثة غرف الثلاثة ملايين ببعض الأحياء الراقية ، ما ينطبق على بقية بلديات الولاية التي تعرف بها أسعار كراء الشقق ارتفاعا غير مسبوق وهو الأمر الذي فسره الملاحظون بالارتفاع الكبير في عدد المتزوجين خلال صائفة هذا العام وسعي أغلب هؤلاء للإقامة بمنازل منفردة تفاديا للمشاكل العائلية وطمعا في الحصول على مسكن في إطار مختلف الصيغ المعروفة وتحديدا السكن الاجتماعي .