الإهمال يجر 20 مقاولة بجيجل إلى أروقة القضاء
إذا كانت مختلف المشاريع التي استفادت منها ولاية جيجل سيما في مجال البنية التحتية قد غيرت نمط حياة الكثيرين بعاصمة الكورنيش ونقلتهم من حال الى حال فإن هذه المشاريع بما تركته من حفر ومطبات باتت في المقابل نقمة على المئات من الجواجلة الذين دفع الكثير منهم ثمنا غاليا جراء مخلفات هذه المشاريع التي تركت وراءها عشرات المصائد والحفر التي تزداد مخاطرها أكثر في فصل الشتاء. ولم يعد يمر يوم إلا ويسمع فيه الجواجلة عن حادث سقوط شخص أو سيارة في حفرة أو مطب من مخلفات مشاريع البنية التحتية التي استفادت منها بلديات الولاية ليعاد في كل مرة فتح هذا الملف الذي ظل لردح طويل من الزمن من الملفات المسكوت عنها رغم سيل الكوارث التي تسببت فيها بعض المؤسسات والشركات التي تركت وراءها العشرات من الحفر والأخاديد وحتى البالوعات التي تحولت في وقت وجيز إلى مصائد للمارة وأصحاب المركبات حيث ورغم ما تجنيه هذه المقاولات من أرباح تقدر بالملايير مقابل مشاريع بعضها اكتملت وأخرى توقفت في منتصف الطريق إلا أن كل هذا لم يشفع لسكان عاصمة الكورنيش الذين لازالوا يواجهون عواقب ما تركته هذه المقاولات من حفر ومطبات باتت بمثابة مصيدة للعشرات من المارة وخاصة كبار السن والعجزة وحتى المصابين ببعض الأمراض المزمنة ممن انتهى بهم الحال وسط هذه الحفر العميقة وهو ما تسبب في إصابة الكثير منهم بعاهات مستديمة وجروح مختلفة اضطرت بعضهم للمكوث لأيام طويلة بمصلحة العناية المركزة. وقد كشفت حصيلة جديدة لمختلف الحوادث التي تسببت فيها هذه المقاولات إلى تسجيل أكثر من 200 حادث خلال العام الماضي فقط عبر إقليم الولاية ما أدى إلى إصابة نحو 150 شخصا بجروح متفاوتة فيما تعرض بعض من وقعوا ضحية لهذه الحوادث إلى إصابات مستديمة وهذا دون الحديث عن الخسائر المادية التي تسببت فيها هذه المقاولات من قبيل إتلاف المركبات وهو ما تسبب في جر 20 مقاولة إلى أروقة القضاء بعد لجوء عشرات المتضررين إلى رفع شكاوى إلى العدالة لإسترجاع حقوقهم والثأر من هذه الأخيرة وفي هذا الإطار تحدث مصدر على صلة بالملف ل آخر ساعة عن تجاوز قيمة التعويضات المادية التي تحصل عليها بعض الضحايا عتبة الأربعة ملايير سنتيم وهذا بالنسبة للقضايا التي تم النظر فيها وإصدار أحكام نهائية بخصوصها في الوقت الذي تبقى فيه عشرات القضايا الأخرى تنتظر الفصل في غياب تشريعات وقوانين دقيقة تضمن حقوق بعض المتضررين من هذه الحوادث. ورغم وجود قوانين صارمة تلزم مختلف الشركات والمقاولات بتحذير المارة والسكان من المخاطر الناجمة عن بعض الأشغال وضرورة وضع إشارات تنبه هؤلاء إلى أي خطر يمكن أن ينجم عن هذا المشروع أو ذاك سيما تلك المتعلقة بشق الطرقات إلا أن أغلب المقاولات في جيجل تتلكأ في القيام بهذا الواجب بل أن أغلبها تعمل بطريقة فوضوية مما يتسبب في كل مرة في حوادث قاتلة كتلك التي ذهب ضحيتها كهل بمنطقة القنار قبل نحو عام والذي أخرج العشرات من أقرباء وأهالي الضحية للاحتجاج ، فيما تبقى عدة قضايا مطروحة أمام المحاكم بعدما فقد ضحاياها أعضاء من أجسادهم على غرار العيون وحتى الأعضاء التناسلية جراء سقوطهم في حفر عميقة واختراق قضبان حديدية لأجسادهم في لحظة غاب فيها الحس الإنساني لبعض المقاولات .