تعيش أوضاعا اجتماعية قاهرة لعدة سنوات
تواجه الحاجة مسعودة، القاطنة ببلدية بوسيف بأولاد عسكر بولاية جيجل، ظروفا اجتماعية قاهرة، نتيجة البؤس والحرمان التي تعيش به هي وأفراد عائلتها، حيث تفتقد إلى أدنى مقومات الحياة اليومية من غياب للغاز والكهرباء والماء. من ينتشل عائلة الحاجة مسعودة من حياة البؤس؟ تعيش عائلة الحاجة مسعودة في فقر مدقع رفقة أفراد عائلتها المتكونة من ابنها وأحفادها، حيث يواجهون كلهم أوضاعا معيشية مزرية بمكافحتهم لقهر وظروف الحياة القاسية، إذ يسكنون بمنزل غير مهيأ ويفتقد إلى ظروف الحياة الكريمة، إذ يشكل لهم مشكل غياب الغاز عائقا كبيرا، باعتمادهم على النار في التدفئة والطهي، وهو ما حوّل يومياتهم إلى جحيم محقق، ببحثهم الدائم عن مصادر للحطب والاحتطاب من الغابة وتكبد عناء التنقل للحصول على الحطب في ظل الظروف القاسية التي تطوق المنطقة، والتي لا تخلو من البرودة الشديدة وانخفاض درجات الحرارة المحسوس، إضافة إلى تهاطل الثلوج الكثيف الذي تشهده المنطقة باعتبارها منطقة هضاب عليا وجبال أين يفرض البرد والصقيع نفسه خلال فصل الشتاء محولا حياة الأشخاص إلى جحيم محقق بغياب مادة الغاز التي يحتاجها المرء لمجابهة البرد وقساوة الطبيعة، إذ يعد الحصول على قارورة غاز امرا شبه مستحيل بالنسبة لأهالي المنطقة كافة، وهو ما أشار إليه عبد الكريم، ابن الحاجة مسعودة، الذي أوضح بأنهم يواجهون متاعب شتى لدى رغبتهم في اقتناء غاز البوتان، وذلك بسبب المنطقة الوعرة التي يقطنون بها، وبُعد الطريق بحوالي 650 مترا عن مقرات سكنهم ما يحول دون تنقلاتهم باشتداد البرودة وانقطاع المسالك نتيجة تهاطل الثلوج الكثيف. وقد عبّرت الحاجة مسعودة عن تذمرها للوضع البائس الذي تعيش فيه هي وعائلتها وأبناء القرية عامة، لتشير إلى أنها مجاهدة وشاركت في ثورة التحرير المجيدة لتضيف أنها واجهت، آنذاك، ظروفا قاسية مشابهة للظروف التي تعيشها حاليا بانعدام مقومات الحياة اليومية من غاز وكهرباء وماء، إضافة إلى الوضع الاجتماعي القاهر. ولم تقتصر المعاناة على عائلة الحاجة مسعودة، بل تمتد إلى أهالي المنطقة الذين بدورهم يعيشون نفس المعاناة بغياب مقومات الحياة الكريمة، إذ أن المنطقة تفتقد إلى الكهرباء بسبب العوامل الطبيعية التي تفرض نفسها، على غرار الثلوج الكثيفة التي تضرب المنطقة، فتأتي على قطع التيار الكهربائي وإغراق المنازل في ظلام دامس، كما أن الأهالي لازالوا يعتمدون طرقا بدائية للحصول على مياه الشرب، بقطعهم مسافات بعيدة للحصول عليه في ظروف أقل ما يقال عنها أنها قاهرة، وهو ما أشار إليه أهالي المنطقة الذين عبّروا عن استيائهم البالغ من الوضع القائم، ليشيروا إلى أنهم تلقوا وعودا في عديد المرات من طرف السلطات غير أن لا شيء من ذلك تجسد على أرض الواقع ببقاء المنطقة معزولة ومهمشة اجتماعيا. وقد وجهت الحاجة مسعودة نداءها إلى السلطات للنظر في أمرهم وإخراجهم من دائرة الحرمان والتهميش التي تحيط بهم وتحوّل حياتهم إلى جحيم.