«الفطير».. «السكسو» والديك البري عادات الجواجلة
يحتفل سكان جيجل برأس السنة الأمازيغية «يناير» المصادف للثاني عشر من شهر جانفي، كغيرهم من الجزائريين، ويرتبط الاحتفال لدى العائلة الجيجلية العريقة باستقبال السنة الفلاحية، لهذا تعد حسبهم مناسبة للتبرك بموسم غلة وخير. يتميز الإحتفال بيناير في جيجل، بإقبال ربات البيوت على تحضير أطباق تختلف من منطقة إلى أخرى، فبعض المناطق الجبلية تعكف العائلات فيها على تحضير طبق «المسلوق» المشكل من القمح، الضرو والفول، وطبق «الشرشم» المشكل من 07 بقوليات. وهناك عائلات تتتزين موائدها في الصباح ب«الطمين» المضافة إليه أنواع من المكسرات، إلا أن هناك عادات استمدت من عمق القبائل، كطبق «الفطير» و«السكسو» بالديك البري الذي يتم تربيته في المنازل بالريف الجيجلي. رغم حضور كل هذه المأكولات التقليدية، إلا أن هناك عادات غابت واندثرت عن العائلات الجيجلية، وكانت قديما تحضر ليناير كعيد ديني، من خلال تنظيف البيوت وارتداء الثياب الجديدة، والتباهي بمختلف الأواني الطينية التي تصنع خصيصا لطهي مأكولات يناير. في هذا الإطار، أكدت رئيسة جمعية «الفجر» للحرف التقليدية الآنسة نور الهدى عبد اللي ل«المساء»، بأن مثل هذه الجمعيات تسعى من خلال مشاركتها في المعارض المحلية إلى السهر على حماية هذه العادات من الإندثار، حيث تحاول فتيات الجمعيات تعلم كيفية إعداد أطباق تقليدية ك«الفطير» و«الشرشم»....وغيرهما رغم بعدها الزمني ودخول أحدث تقنيات الطبق لموروثها الثقافي وما لها من فائدة صحية. برامج ثقافية متنوعة احتفالا بيناير.. في جيجل احتفالا بالمناسبة، سطرت دار الثقافة «عمر أوصديق» بجيجل، برنامجا ثقافيا وفنيا منوعا، ضم معارض ومحاضرات حول المناسبة، إضافة إلى عرض أفلام وأشرطة وثائقية. كما كان المواطن الجيجلي على مدار ثلاثة أيام على موعد مع هذه التظاهرة التي شملت معارض للألبسة وأوانٍ تقليدية ومطبوعات باللغة الأمازيغية، موازاة مع تقديم محاضرات ومداخلات حول تاريخ «يناير»، على غرار محاضرة الأستاذ رابح زغداو بعنوان «يناير عادات وتقاليد في المجتمع الجزائري»، بينما تم على الصعيد السنمائي عرض فيلمي «جبل باية» و«الهضبة المنسية» وأشرطة وثائقية. من جهتها بلدية الطاهير، كانت في الموعد بتنظيم عدة نشاطات، وتزامن ذلك مع إحياء اليوم العربي لمحو الأمية بحضور السيدة عائشة باكي رئيسة جمعية محو الأمية.