الفيلاج يحقق تأهلا تاريخيا والكلاسيكو الجيجلي يوفي بكل وعوده
عاشت مدينة جيجل أجواء يمكن وصفها بغير المسبوقة بمناسبة هذا الداربي التاريخي الذي سيظل بصورّه الجميلة والحزينة مرسوما لفترة طويلة من الزمن في أذهان من تابعوه سواءا من مدرجات ملعب العقيد عميروش أو حتى عبر مختلف وسائط التواصل الإجتماعي وكذا القنوات التلفزيونية خصوصا وأنها المرة الأولى التي تعيش فيها جيجل مثل هذه الأجواء الخرافية رغم احتضانها للكثير من المباريات الكبيرة في وقت سابق.وحبس الجواجلة أنفاسهم منذ الإعلان عن هذا الداربي المثير أو بالأحرى منذ عملية القرعة التي وضعت النمرة والفيلاج وجها لوجه في آخر دور جهوي من الكأس لتزداد دقات قلوب هؤلاء صبيحة المواجهة حيث لاحديث في كل مكان سواءا بعاصمة الولاية أو خارجها سوى عن هذه المواجهة التي وفت بكل وعودها من حيث الإثارة والحماس وحتى الحضور الجماهيري الذي فاق كل التوقعات ماجعل آلاف الأنصار يبقون خارج مدرجات ملعب العقيد عميروش بحكم ضيق مدرجات هذا الأخير والتي تتسع بالكاد لأربعة آلاف متفرج. وكانت بداية الداربي بين النمرة والفيلاج واعدة جدا من خلال تحكم المنظمين في كل صغيرة وكبيرة سواءا بمداخل الملعب أو بمحيطه بدليل عدم تسجيل أية تجاوزات لاقبل انطلاق المواجهة وحتى أثناءها سيما في ظل الحضور المكثف لقوات الأمن وكذا العمل الكبير الذي قام به أعيان الأنصار من أجل حث الجميع على التحلي بالروح الرياضية ماجعل الأجواء داخل ملعب العقيد عميروش تبدو رائعة بل وأقرب الى الخيال بشهادة كل من عاشو هذا الداربي التاريخي الذي أكد بحق بأن عاصمة الكورنيش تستحق الأفضل في عالم كرة القدم.وقدم أنصار النمرة والفيلاج صوّر في غاية الإبداع قبل وأثناء المواجهة وهي الصوّر التي غلب عليها " التيفو" العالمي الذي قدمه أنصار كل فريق قبل انطلاق المواجهة ، ناهيك عن الإستعراض الخيالي الذي قدمه أنصار كل فريق أثناء المواجهة وهذا دون الحديث عن الأغاني والأهازيج التي رددها كل طرف أثناء المواجهة والتي حوّلت مدرجات ملعب العقيد عميروش الى فضاء لعرض الأوركسترا الجيجلية وسط تجاوب كبير للاعبين الذين سعو على مدار ال(120) دقيقة لتقديم أفضل مالديهم واسعاد كل تلك الجماهير التي غطت جنبات الملعب التاريخي.ورغم أن الأجواء كانت خيالية بمدرجات ملعب العقيد عميروش الا أن آداء اللاعبين فوق الميدان لم يكن راقيا كما توقعه الجميع حيث بدا الخوف واضحا على أشبال المدربين تازير وبولفراد وهو مادلت عليه الفرص القليلة التي أتيحت لكل طرف على مدار ال120 دقيقة وبدا واضحا سعي الفريقين للحفاظ على نظافة شباكهما والوصول بأي طريقة الى ركلات الترجيح حتى لايحصدان لوم جماهيرهما ماأثر كثيرا على مستوى الفرجة فوق أرضية الميدان وهو كان أكثر من متوقع بالنظر الى الضغط الكبير الذي عاشه اللاعبون قبل وأثناء المباراة. وحسم عامل الخبرة والرزانة الأمر لصالح أبناء الحي العتيق الذي تمكنوا من اقتطاع تأشيرة الدور الثاني والثلاثين من الكأس بعد اللجوء الى ركلات الترجيح من خلال تسجيلهم لأربع ركلات مقابل اثنتين لفريق شباب جيجل الذي لم يكن لاعبوه موفقون في هذه المرحلة بعدما أخفقوا في تسجيل ثلاث ركلات كاملة وهو مافسره كثيرون بقلة خبرة لاعبي النمرة بحكم أن معظمهم من الشبان في غياب أصحاب الخبرة الذين دخلوا في اضراب عن الاتدريبات منذ عدة أسابيع ، علما وأن حارس النمرة بلخلفة نجح في صد ركلة جزاء لفريقه وهو مالم ينجح زملاؤه في استثماره لصالحهم.وتسببت نتيجة الكأس بين النمرة والفيلاج في انقسام واضح بعاصمة الكورنيش التي زاوجت بين الحزن والفرح ففي الوقت الذي أطلق فيه سكان أعرف حي بالولاية أو بالأحرى حي موسى العنان للأفراح عاشت أحياء أخرى بالمدينة سيما تلك التي تشكل معاقل لأنصار النمرة لحظات حزن مؤثرة امتزجت فيها الدموع بعبارات الأسف والإمتعاض علما وأن أنصار فريق حي موسى أمضوا ليلة بيضاء رقصوا وغنوا خلالها الى ساعات متأخرة من الليل وذلك على أنغام " الطبلة" والمفرقعات وكذا الألعاب النارية ما حوّل ليل سكان هذا الحي الى نهار.