الإشاعة تكبد فلاحي جيجل خسائر كبيرة
رغم ان عمليات المداهمة التي شنتها مؤخرا، قوات الدرك الوطني بجيجل والتي استهدفت عددا من المزارع المشكوك في منتوجاتها الفلاحية، وهي العملية التي سمحت بالوقوف على حقيقية ربط عدد من هذه المزارع بقنوات مخصصة لصرف المياه القذرة ، وأكد بيان مصالح الدرك الوطني اكتشاف عدد من المزارع التي عمد أصحابها إلى ربطها بقنوات تنقل مياه قذرة صادرة عن بعض التجمعات السكانية وهي المياه التي تسقى بها بعض أصناف الخضر والفواكه الموسمية التي كانت تزود بها أسواق الولاية وفي مقدمتها فاكهة الدلاّع، إلا أن هذه الحالات تبقى معزولة، وفي نطاق ضيق. وشرعت قوات الدرك بجيجل في إتلاف محاصيل عدد من المزارع التي تأكد سقيها بمياه قذرة وذلك على مستوى أربع بلديات من الولاية فيما يجري التحقيق حول وضعية مزارع أخرى بمناطق معزولة من الولاية يقال بأنها معنية هي الأخرى بهذه المخالفات التي لم يجد لها المتابعون تفسيرا في ظل وفرة المياه بالولاية، وعدم حاجة الفلاحين إلى القيام بهذه التصرفات لسقي مزروعاتهم الموسمية، الامر الذي أدى إلى عزوف المواطنين على شراء فاكهة الدلاع ومختلف الفواكه كالعنب والخضروات التي تعتمد على السقي، لا سيما بعد ظهور حالات لداء الكوليرا بالعاصمة وضواحيها، مما ادخل الخوف الرهبة في نفوس المواطنين، وجعلهم يتحاشون شراء هذه المنتوجات الفلاحية، خصوصا عندما يكون المصدر مجهول. وقد انهارت أسعار الخضر والفواكه، بشكل غير مسبوق بعد الارتفاع الرهيب المسجل طيلة الأيام التي سبقت الإعلان عن ظهور الكوليرا وبعد كشف عن مجموعة من الفلاحين ببعض البلديات، قاموا بسقي منتوجاتهم الفلاحية بالمياه الملوثة، فيما شهدت مختلف الأسواق بمختلف ربوع الولاية، إقبالا متواضعا عن اقتناء الفواكه الموسمية وبعض الخضر مخافة انتقال العدوى بداء الكوليرا، حيث تراجعت اسعار «الدلاع»، إلى 20 دينارا، مع تسجيل عزوف تام على اقتنائه في ظل وجود مؤشرات إلى إمكانية نقله لفيروس يسبب الالتهاب المعوي المؤدي إلى الإصابة بداء الكوليرا، نفس الامر بالنسبة للعنب الذي استقر في سعر 200 دج، مع تسجيل إقبال ضعيف جدا عليه من طرف الزبائن. العزوف النسبي هذا، تأسف له فلاحي الولاية، الذين وصفوها بالحملة المغرضة، وان الحالات المستكشفة ماهي إلا حالات شاذة، لا يقاس عليها، لاسيما وان مياه السقي متوفرة، والولاية لها سمعتها في الإنتاج الفلاحي الرائد في مجال الخضروات، وأوضح البعض من الفلاحين، بان اتهام الفلاحين بالسقي من الوديان الملوثة، قدم فرصة لا تعوض لتجار الفرص من تجار الجملة، وقاموا بفرض أسعار منخفضة من أجل شراء المحاصيل، متحججين بأن المواطنين أضحوا يرفضون شراء الدلاّع، الأمر الذي كبد الفلاحين خسائر كبيرة. وكذب منتجي المحاصيل الفلاحية بالولاية، بان تكون الخضر والفواكه سببا في ظهور داء الكوليرا مؤكدين على أن المجتمع دخل في دوامة الإشاعات، ليبقى الفلاح والمنتج البسيط يتجرع مرارة الأخطاء المرتكبة من قبل أطراف معينة.