إيراقن سويسي بجيجل

40عائلة تنتظر الترحيل من شاليهات الأميونت تعيش قرابة 40 عائلة بوسط بلدية إيراقن سويسي بأعالي جيجل، وسط تذمر شديد و استياء كبير، جراء ما أسمته بتأخر السلطات في إيجاد حل لمعاناتها، كونها تقيم في شاليهات أنجزت في الحقبة الاستعمارية، تحتوي جدرانها على مادة الأميونت المسببة للسرطان، مطالبين بتخصيص أرضية لإنشاء السكن الريفي المجمع. سكان الشاليهات عبروا للنصر التي زارت أقصى بلدية حدودية بجيجل، عن أسفهم الشديد من غياب المرافقة و المتابعة من قبل السلطات و الجهات الوصية و قالوا بأنها معاناة عمرت لأكثر من 57 سنة، موضحين بأنهم اكتشفوا بأن جدرانها تحتوي على مادة الأميونت القاتلة منذ قرابة 10 سنوات و المسببة للسرطان على حد تعبيرهم و الأخطر حسب المتحدثين، هو أن جل العائلات أجرت تغييرات جزئية على جدران الشاليهات، ما تسبب في تطاير المادة، التي يزداد تأثيرها على صحة المواطن أكثر. و قال متحدثون، بأن السكنات التي يقطنونها مصنفة في الخانة الحمراء و لا تصلح للعيش، مشيرين إلى أن المشكل الذي يطرح بالنسبة إليهم، يتمثل في عدم إمكانية كراء منازل أخرى، أو الرحيل من المنطقة، لكون البلدية الجبلية معروفة للعام و الخاص، بأن جل المناطق التابعة لها عبارة عن مشاتي و قرى، إذ من الصعب التوجه للسكن فيها، بسبب ضعف شبكة المواصلات و انعدام مرافق الحياة. و أضاف المشتكون، بأن تاريخ إنجاز الشاليهات يعود للحقبة الاستعمارية في بداية بناء السد سنة 1953 و موزعة عبر ثلاث نقاط رئيسية، حي رويبح حسين ،حي بورزام ، حي غول، في وضعية كارثية لدرجة كبيرة. وتقع الشاليهات، حسب ما وقفنا عليه بالقرب من سكنات اجتماعية شيدت منذ مدة ، وهي بيوت صغيرة من ثلاث غرف تآكلت أسقفها وأصبحت آيلة للسقوط. و قد ذكرت أرملة، أنها لم تجد البديل منذ سنوات، لكونها تعتبر من بين العائلات الفقيرة و قالت المتحدثة، بأن روح التضامن بين العائلات في المنطقة موجودة في الحياة اليومية، لكن من الصعب أن يتم التكفل ببناء منزل. و أضاف متحدثون، بأنهم لم يتمكنوا من الحصول على الدعم في إطار البناء الريفي، حيث من الصعب تجسيد المشاريع في منطقة هشة على حد قولهم، و قالوا بأنهم طالبوا بضرورة مجمع للسكن الريفي بالمنطقة، إلا أن السلطات المحلية صرحت لهم بصعوبة تجسيد ذلك في الوقت الراهن، لعدة اعتبارات أهمها نقص الأوعية العقارية، إذ أن أغلب الأراضي الصالحة للبناء تابعة للغابات. و أشار مصدر مسؤول بالبلدية، إلى أن أهم الصعوبات الموجودة، تتمثل في غياب الأوعية العقارية للبناء، و كذا عدم تقديم برامج سكن اجتماعي من قبل السلطات المختصة في السنوات الماضية، حيث كان من الممكن أن تكون العمارات كفيلة بالقضاء على المشكل المطروح من قبل السكان و إعادة استغلال الأرضيات التي تتواجد بها الشاليهات.مشيرا إلى أن الأمر المطروح في الوقت الراهن، هو إمكانية اقتطاع أرضية غابية لبناء سكن ريفي مجمع، لكن توجد شكوك حول إمكانية تقديم إعانات السكن الريفي بإيراقن مركز، مضيفا بأن الحل بيد السلطات الولائية وعلى رأسها والي جيجل.